عادةً ما يصوت الناخبون استناداً إلى مواردهم المالية ومصالحهم الاقتصادية، أليس كذلك؟ وقد حالف الحظ السيئ آخر رئيسين فشلا في إعادة انتخابهما، وهما جورج بوش الأب وجيمي كارتر، حيث كان الاقتصاد ضعيفاً خلال معظم فترات رئاستهما. وفي عام 1992 أصبح شعار حملة بيل كلينتون «إنه الاقتصاد يا غبي». وفي 1980، سأل رونالد ريجان الجمهورَ أثناء مناظرته مع كارتر: «هل أنتم أحسن حالاً مما كنتم عليه قبل أربع سنوات؟»، ووضع معياراً أصبح يخشاه شاغلو المنصب منذ ذلك الحين.
لكن ربما تتطور الأمور، فعندما يعتاد الناس على الاقتصاد القوي، قد يعتبر بعضهم ذلك أمراً تلقائياً، مما يسمح للقضايا والأولويات الأخرى بأن تزحف إلى الواجهة. ولو كان تأييد الرئيس دونالد ترامب مرتبطاً بالاقتصاد فقط، لكان الآن يحظى بنسبة تزيد على 60% بدلاً من النسبة 44% التي حصل عليها في استطلاع شبكة «إيه بي سي/ وواشنطن بوست» هذا الأسبوع.
لكن دعونا نفترض أن الاقتصاد سيكون بعد عام بنفس القوة التي هو عليها الآن. عندئذ لن يكون الناخبون قلقين بشأن مواردهم المالية، كما كانوا في عامي 1980 و1992. وربما يتسع لديهم المجال للقلق بشأن قضايا أخرى، منها الاختلافات الشخصية بين المرشحين. وعندما يتعلق الأمر بمن يحصل على الفضل بالنسبة لوضع الاقتصاد، سيقول الجمهوريون إن ترامب هو من فعل ذلك، بينما يقول الديمقراطيون إن باراك أوباما هو المسؤول.
لذا دعونا نتخيل إذا طرح ترامب سؤال ريجان خلال مناظرة مع منافسه الديمقراطي. يمكن أن تكون الإجابة بشكل عام: «نعم، إنني أفضل حالاً من الناحية المالية مما كنت عليه قبل أربع سنوات». لكن الناخبين الذين يعتبرون اقتصاد ترامب هو القاعدة وليس بشكل خاص نتيجة لسياساته، ربما يكون ردهم في الاتجاه المعاكس. وتخيل خصم ترامب يسأل: «هل أنت أكثر قلقاً مما كنت عليه قبل أربع سنوات؟ ألا تريد أن يتوقف هذا الجنون؟».
في استطلاع الرأي الذي أجرته «واشنطن بوست/إيه بي سي»، بلغت نسبة الموافقة على أداء ترامب 51% فيما يتعلق بالاقتصاد، لكنها كانت أقل بكثير بالنسبة للقضايا الأخرى (42% بالنسبة للضرائب، و40% للهجرة والسياسة الخارجية، وكانت في الثلاثينيات بالنسبة لقضايا أخرى).
وطرح استفتاء آخر، أجرته جامعة مونماوث، سؤالاً مثيراً للاهتمام: «هل كان ترامب يعطي اهتماماً كافياً للقضايا الأكثر أهمية بالنسبة لأسرتك؟». وهنا، مرة أخرى، قال 41% نعم، بينما قال 55% لا. وإذا خسر ترامب، فلن يكون ذلك بسبب الاقتصاد، بل بسبب أسلوبه في المنصب.
وقد كنت أنا أيضاً أعتقد أن هذا هو السبب الذي سيجعله يخسر في 2016. كانت هيلاري كلينتون مرشحة قوية، لكني لا أعتقد أن نقاط ضعفها يمكن استغلالها تماماً عندما يكون ترامب لديه العديد من السلبيات، وإن كانت مختلفة. ومع أن الخصائص الشخصية لترامب ربما لم تتحسن منذ 2016، فربما يواجه خصماً أقوى من هيلاري.
هل أصبحت التغريدات الجامحة، أو العداء المستمر، أو عدم القدرة على التنبؤ بقراراته.. أموراً مرهقة للناخبين؟ أم هل تبلد إحساس الناخبين تجاهه؟
لا يزال الطريق طويلاً حتى نوفمبر 2020، وستتغير أمور كثيرة، بما فيها الاقتصاد. لكن سلوك ترامب لن يتغير عما كان عليه في 2016.
*مستشار سياسي للبيت الأبيض في عهد ريجان وبوش الأب
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
لكن ربما تتطور الأمور، فعندما يعتاد الناس على الاقتصاد القوي، قد يعتبر بعضهم ذلك أمراً تلقائياً، مما يسمح للقضايا والأولويات الأخرى بأن تزحف إلى الواجهة. ولو كان تأييد الرئيس دونالد ترامب مرتبطاً بالاقتصاد فقط، لكان الآن يحظى بنسبة تزيد على 60% بدلاً من النسبة 44% التي حصل عليها في استطلاع شبكة «إيه بي سي/ وواشنطن بوست» هذا الأسبوع.
لكن دعونا نفترض أن الاقتصاد سيكون بعد عام بنفس القوة التي هو عليها الآن. عندئذ لن يكون الناخبون قلقين بشأن مواردهم المالية، كما كانوا في عامي 1980 و1992. وربما يتسع لديهم المجال للقلق بشأن قضايا أخرى، منها الاختلافات الشخصية بين المرشحين. وعندما يتعلق الأمر بمن يحصل على الفضل بالنسبة لوضع الاقتصاد، سيقول الجمهوريون إن ترامب هو من فعل ذلك، بينما يقول الديمقراطيون إن باراك أوباما هو المسؤول.
لذا دعونا نتخيل إذا طرح ترامب سؤال ريجان خلال مناظرة مع منافسه الديمقراطي. يمكن أن تكون الإجابة بشكل عام: «نعم، إنني أفضل حالاً من الناحية المالية مما كنت عليه قبل أربع سنوات». لكن الناخبين الذين يعتبرون اقتصاد ترامب هو القاعدة وليس بشكل خاص نتيجة لسياساته، ربما يكون ردهم في الاتجاه المعاكس. وتخيل خصم ترامب يسأل: «هل أنت أكثر قلقاً مما كنت عليه قبل أربع سنوات؟ ألا تريد أن يتوقف هذا الجنون؟».
في استطلاع الرأي الذي أجرته «واشنطن بوست/إيه بي سي»، بلغت نسبة الموافقة على أداء ترامب 51% فيما يتعلق بالاقتصاد، لكنها كانت أقل بكثير بالنسبة للقضايا الأخرى (42% بالنسبة للضرائب، و40% للهجرة والسياسة الخارجية، وكانت في الثلاثينيات بالنسبة لقضايا أخرى).
وطرح استفتاء آخر، أجرته جامعة مونماوث، سؤالاً مثيراً للاهتمام: «هل كان ترامب يعطي اهتماماً كافياً للقضايا الأكثر أهمية بالنسبة لأسرتك؟». وهنا، مرة أخرى، قال 41% نعم، بينما قال 55% لا. وإذا خسر ترامب، فلن يكون ذلك بسبب الاقتصاد، بل بسبب أسلوبه في المنصب.
وقد كنت أنا أيضاً أعتقد أن هذا هو السبب الذي سيجعله يخسر في 2016. كانت هيلاري كلينتون مرشحة قوية، لكني لا أعتقد أن نقاط ضعفها يمكن استغلالها تماماً عندما يكون ترامب لديه العديد من السلبيات، وإن كانت مختلفة. ومع أن الخصائص الشخصية لترامب ربما لم تتحسن منذ 2016، فربما يواجه خصماً أقوى من هيلاري.
هل أصبحت التغريدات الجامحة، أو العداء المستمر، أو عدم القدرة على التنبؤ بقراراته.. أموراً مرهقة للناخبين؟ أم هل تبلد إحساس الناخبين تجاهه؟
لا يزال الطريق طويلاً حتى نوفمبر 2020، وستتغير أمور كثيرة، بما فيها الاقتصاد. لكن سلوك ترامب لن يتغير عما كان عليه في 2016.
*مستشار سياسي للبيت الأبيض في عهد ريجان وبوش الأب
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»